التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام 35 رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم 36}

صفحة 3880 - الجزء 5

  ويقول الرجل: جنبت كذا أي: تباعدت عنه، وسواء قولك: جنبني وأجنبني، قال علي بن عيسى: أجنبني: اصرفني عنه، قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: جنبني شره بالتخفيف وبذلك نزل القرآن، وأهل نجد يقولون: جنبني وأجنبني، يقال: جنبته أجنبته جنبًا، وجنبته الشر تجنيبًا، وأجنبته إجنابًا.

  والصنم: التمثال المصور، وما ليس بصنم فهو وثن.

  · الإعراب: العامل في قوله: (إذ) محذوف، تقديره: واذكر إذ قال.

  قوله: (بَنِيَّ) فيه ياءان: ياء الأصل وياء الإضافة أدغم أحدهما في الآخر وبني على الفتح.

  · النظم: لما تقدم النهي عن عبادة الأصنام والدعاء إلى عبادة اللَّه وحده بيّن ما كان عليه إبراهيم من التشدد في إنكار عبادة الأصنام ودعائه بما دعا، عن القاضي.

  وقيل: هو معطوف على ما تقدم من قوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى} فبين أن هذا سنة اللَّه في أنبيائه ليبينوا لقومهم كما فعل موسى وكما فعل إبراهيم، وذكر القصة، عن أبي مسلم.

  وقيل: لما بين أنه يعطي من كل ما يسأل بيَّن ما دعا وسأل إبراهيم # وما أجابه به تأكيدًا لذلك.