التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون 37 ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء 38 الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء 39 رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء 40 ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب 41}

صفحة 3889 - الجزء 5

  الأصم: ويحتمل أن أمه وعدته أيضًا. وقيل: دعا لأبيه أن يحوله من الكفر إلى الإيمان ثم يغفر له وهو يرجو إسلامه فلما مات على الكفر تبرأ منه، عن الحسن. فكأنه سأله أن يلطف له فيؤمن ويغفر له حينئذ، وقيل: سأل المغفرة بشرط، وقيل: كان يدعو له بالمغفرة على مقتضى العقل، ولما ورد الشرع بخلافه تبرأ منه.

  وثانيها: ولوالدي من المسلمين ولم يرد من الكفار من أقرب آبائه؛ إذ لا يجوز الدعاء للكافر، عن أبي علي. وهو خلاف الظاهر.

  وثالثها: أراد آدم وحواء، وقد حكاه الأصم وأنكره، وإليه ذهب أبو مسلم.

  فأما أمه قيل: يجوز أنها وعدته الإيمان كما وعد الأب، عن الأصم. ويجوز أنها كانت مؤمنة، عن الأصم، وأبي القاسم. قال أبو مسلم: وقال بعضهم: كانت أمه مؤمنة ولذلك خص أباه بالذكر في سائر الآيات.

  «وَلِلْمُؤْمِنِينَ» أي: اغفر للمؤمنين «يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ» أي: يقوم الناس للحساب، قيل: حساب الخلق وقيامه بالقسط كقولهم: حسابنا، عن الأصم.

  القصة

  قيل: ولد إسماعيل، ولإبراهيم تسعٌ وتسعون سنة، وولد إسحاق وله مائة واثنتا عشرة سنة، وكان أكبر منه بثلاث عشرة سنة، عن ابن عباس.