قوله تعالى: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون 37 ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء 38 الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء 39 رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء 40 ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب 41}
  وقيل: بشر بإسحاق بعد تسع عشرة سنة ومائة سنة، عن سعيد بن جبير، قال الأصم: ذكروا أن إسماعيل ولد ولإبراهيم بضع وثمانون سنة، وولد إسحاق وله مائة سنة، وفرض الختان يوم ولد إسحاق، واختتن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وكان لسارة يوم ولدت إسحاق ثلاث وتسعون سنة، وحكاه عن بعضهم: ولد إسماعيل وهو شاب وإسحاق وهو كبير وبينهما ثمانون سنة، وأنكر ذلك لقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}، ولما ولدت هاجر إسماعيل وكانت أمة لسارة وهبتها من إبراهيم قالت: باعد دارهما مني، فنقلهما إلى مكة، حكاه الأصم.
  فلما أتى بهما إلى مكة ولا زرع ولا ضرع ولا أحد وأراد أن يرجع قالت: إلى من تكلنا؟ قال: إلى اللَّه تعالى، قالت: نعم، حسبي اللَّه، ثم دعا بما حكى اللَّه عنه.
  وقيل: قالت له: آللَّهُ أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: فإذًا لا يضيعنا.
  قال: فلما عطشت وقل لبنها وعطش الصبي انتهت به إلى موضع زمزم، فضرب بقدمه فصارت عينًا، وقال ÷: «رحم اللَّه أم إسماعيل، لولا أنها عجلت لكان زمزم عينًا معينا»، ثم نزل بهما جُرْهُم.
  وقد ذكر في هذه القصة أمور منها ما لا يجوز، قال القاضي: وكثير من ذلك يبعد، فمما ينكر ما يروون أنه نقلهما إلى ذلك المكان بأمر امرأته ولا ماء ثم ولا أنيس، فلو كان كذلك لنقلهما إلى بعض أطراف الشام، ولأن عظيم منزلته لا يجوز أن