قوله تعالى: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون 37 ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء 38 الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق إن ربي لسميع الدعاء 39 رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء 40 ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب 41}
  يضيعها بأرض مضيعة بقول امرأة، وقد روي أنه قال: آللَّهُ تعالى أمرني بهذا، فإذا نقول: إنه نقلهما إليها لما علم أنه يحدث هناك من البيت والبلد واجتماع الناس ويكون ذلك كالمعجزة لإبراهيم، ولأنه قال: {لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ} دل أنه نقلهما إليها للعبادة وذلك لا يكون إلا بعد الأمر.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه عرفه أنه متعبد بالصلاة إلى الكعبة لأنه يتعبد ذريته بذلك، لذلك قال: أسكنتهم ليقيموا الصلاة.
  وتدل على أن البيت كان محرمًا، وعن النبي ÷: «لن يزالوا بخير ما عظموا هذه الحرمة، فإذا ضيعوها هلكوا».
  وروي عن النبي ÷ «أنه حرم قبل ذلك».
  وعن عمر في خطبة له: إن قومًا من طسم نزلوه فعصوا ربهم واستحلوا حرمته فهلكوا، ثم نزله ناس من جُرْهم فعصوا ربهم واستحلوا حرمته فأهلكهم اللَّه، ثم وليتموه معاشر قريش فلا تعصوا اللَّه ولا تستحلوا حرمته، ولا تستخفوا بحقه، فواللَّه لصلاة فيه أحب إلى اللَّه من مائة صلاة في غيره ... في كلام طويل، رواه قتادة.
  ويدل قوله: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً} على أنه تعالى أجاب دعاءه، وظهور ذلك معجزة له.