التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار 42 مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء 43 وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال 44 وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال 45}

صفحة 3893 - الجزء 5

  قال أحمد بن يحيى: المهطع الذي ينظر في ذل وخشوع لا يقلع بصره.

  والإقناع: رفع الرأس، وقيل: الإقناع أن ينكس رأسه.

  والطرف: مصدر قولك: طرفت عني فلان، والطرف بالعين أيضًا.

  والهواء: ما بين السماء والأرض، وكل شيء خالٍ فهو هواء.

  · الإعراب: «يومَ» نصب لأنه مفعول، والعامل فيه: «أنذرهم» كأنه قال خوفهم عقاب اللَّه يوم القيامة، ولا يقال إنه نصب على الظرف؛ لأنه لم يؤمر بالإنذار في ذلك اليوم.

  وقوله: «فيقول» عطف على قوله: «يأتيهم» وليس بجواب ولذلك رفع.

  {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي} نصب على الحال.

  «أَفْئِدَتُهُمْ» مبتدأ {هَوَاءٌ} خبره ويمد لأنه أراد الجو.

  · المعنى: لما تقدم ذكر يوم الحساب بيّن وصفه وأنه أمهلهم لا عن غفلة لكن للحجة، ولأنهم لا يفوتون، فقال سبحانه: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ» أي: [ولا] تظن اللَّه ساهيًا عما يعمل هَؤُلَاءِ المشركون، بل هو عالم بهم وبما دق