قوله تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار 42 مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء 43 وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال 44 وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال 45}
  وأبي القاسم. وقيل: فارغة من كل شيء إلا من ذكر إجابة الداعي ومعاينة الأهوال، عن الأصم. وقيل: تمور أفئدتهم في أجوافهم لا مكان لها تستقر فيه، عن سعيد بن جبير. وقيل: بلغت حناجرهم، عن قتادة. وقيل: متخوفة لا تعي شيئًا من الخوف، عن الزجاج. فهي كهواء الجو. «وَأَنْذِرِ» خوف يا محمد «النَّاسَ» قيل: أهل مكة بالقرآن، عن ابن عباس، والحسن، وأبي علي، ومجاهد وغيرهم. وقيل: هو يوم المعاينة عند الموت، يعرف المؤمن من الكافر فيسأل الرجعة، عن أبي مسلم.
  وقيل: حين يرى منزله من النار، والأول أظهر؛ لأنه وصف اليوم بأن عذابهم يأتي فيه، عن القاضي. «فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا» قيل: الَّذِينَ أشركوا، عن ابن عباس، والحسن، والأصم. وقيل: كل من عصى اللَّه وظلم، والأول أظهر في سياقه للكلام «رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ» وقت قريب نطلب فيه رضاك ونستدرك ما فات، وقيل: طلبوا الرجعة إلى الدنيا ليتوبوا، عن ابن عباس، والحسن. وقيل: بل إلى حال التكليف لنتلافى لا إلى الدنيا ليتوبوا، وتقديره: ردنا إلى التكليف واجعل لنا أجلاً قريبًا لنقبل ما دعوتنا إليه، عن أبي علي، قال القاضي: وهو الأقرب لقوله: «نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ»، وقيل: طلبوا تأخير العذاب على وجه الاستغاثة بما يمكن أن يعاقب به، ومعناه: لا تعذبنا أجلاً قريبًا لنعبدك ونجيب دعوتك، عن