قوله تعالى: {وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال 46 فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام 47}
  · القراءة: قرأ الكسائي وحده: «لَتزولُ» بفتح اللام الأولى وضم الثانية، وقرأ الباقون بكسر الأولى وفتح الثانية.
  فأما على قراءة الأكثر فـ (إنْ) بمعنى (ما) أي: ما كان مكرهم لتزول منه الجبال، يعني أن مكرهم لا يزيل أمر الرسول ودينه، وأن ثبوته كثبوت الجبال، وقد وعد اللَّه تعالى إظهار دينه فلذلك قال عقيبه: {فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ}.
  فأما قراءة الكسائي فمعناه: إن مكرهم وإن بلغ في الكيد والعظم إلى إزالة الجبال فإنه لا يضر رسوله ولا المؤمنين فإن اللَّه ينصر دينه.
  قال الزجاج: والمعنى صحيح، وإن لم يكن جبل، أي لو أزال مكرهم الجبال لما زال أمر الإسلام.
  وقراءة العامة: «وإن كَان» بالنون، وعن عمر وعلي وابن مسعود «وإن كاد» بمعنى قرب، والمعنى مكروا مكرًا كادت الجبال تزول منه.
  قراءة العامة: «مُخْلِفَ وَعْدِهِ» بكسر الدال في (وَعْدِهِ). «رُسُلَهُ» بفتح اللام، وتقديره: لا تحسبن اللَّه مخلف رسله وعده، أو مخلف وعد رسله، كقولهم: هذا معطي درهم زيدًا، وقيل: في الآية ضرب من المقلوب، يقال: أخلفت الوعد وأخلفت الرسل، كقوله: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي}[الشعراء: ٧٧] أي: أنا عدو لهم، عن