قوله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار 48 وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد 49 سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار 50 ليجزي الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب 51 هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب 52}
  وروي نحوه عن ابن مسعود والحسن وأنس وزيد بن ثابت ومجاهد، وهو قول أبي مسلم. وقيل: ينشئ أرضًا وسماء بعد فناء هذه، عن الأصم، وأبي علي، قال: لأنه قال: «غَيرَ الْأَرْضِ»، فدل أنه غير الأول، وقيل: تبدل الأرض نارًا أي: تصير نارًا، والجنة فوقها، عن ابن مسعود. وروي عن علي # قال: الأرض من فضة، والجنة من ذهب. والأقرب فيه أنه تبدل فتصير السماء الجنان والأرض نارًا، وتقع المجازاة فيهما لأن النشأة الثانية للجزاء فينشئ جنة أو نارًا، وقيل: ينشئ تلك الأرض الساهرة، وكل ما حكيناه لا يخرج الأرض من أن تكون هي غير هذه الأرض، فحقيقة الغيرية إنما تحصل بما ذكرنا «وَبَرَزُوا» أي: خرجوا من قبورهم إلى ظهر الأرض حيث يظهرون، وقيل: يخرجون من جميع أملاكهم وجنودهم فيبقون منفردين «لِلَّهِ» أي: لحكم اللَّه في يوم لا يملك أحد شيئًا سواه «الْوَاحِدِ» قيل: الذي لا شبه له في صفاته وإلاهيته، وقيل: واحد حي لا يتجزأ ولا يتبعض، وقيل: واحد فيما يستحق به العبادة «الْقَهَّارِ» القادر على المجازاة لا يمكن لأحد الامتناع عنه «وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ» قيل: الكفار، عن ابن عباس، والحسن، وأبي مسلم. لأنه تقدم ذكرهم، وقيل: أراد كل مجرم، وهو اختيار القاضي لعموم اللفظ «يَوْمَئِذٍ» أي: يوم القيامة «مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ» قيل: يقرن كل كافر مع شيطان كان يضله في غل من حديد، عن ابن عباس، والحسن. وقيل: يقرن بعضهم إلى بعض، عن أبي علي. وقيل: مقرونين أي مشدودين في قرن، وهو الحبل من الأصفاد والقيود، عن أبي مسلم.
  وقيل: تقرن أيديهم وأرجلهم إلى أعناقهم بالأصفاد، عن ابن زيد، أي: يشدون في الأغلال «فِي الأَصْفَادِ» قيل: في وثاق، عن ابن عباس. وقيل: في قيود وأغلال، عن