قوله تعالى: {الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين 1 ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين 2 ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون 3}
  أي: دعهم «يَأْكُلُوا» وهذا وعيد لهم «وَيَتَمَتَّعُوا» أي: ينتفعوا، أي يقصروا نفوسهم على ذلك، لأنه على هذا يكون وعيداً «وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ» أي: تشغلهم آمالهم عن اتباع القرآن والرسول، آمالهم أنهم على دين، وظنهم أن الآخرة ليس بشيء، عن الأصم، وقيل: يغترون بآمالهم الكاذبة في البقاء في الدنيا، وقيل: آمالهم ما كانوا يأملون في عبادة الأصنام من النفع «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» حين يحل بهم العذاب يوم القيامة، وصاروا إلى ما يجحدون به، وقيل: يوم بدر، وقيل: دع أذاهم إلى الوقت الذي افترض عليك قتالهم.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب اتباع القرآن والعمل به.
  وتدل على بطلان قول من يقول: إن معرفة المراد به يحتاح إلى غيره من إمام ونحوه، وكذلك يبطل قول من يقول: أنه لا يعرف المراد به بنفسه.
  وتدل على أن كل كافر ومبطل يتمنى أن يكون مسلماً، وقد بينا ما قيل فيه، والصحيح أنه يتمنى ذلك عند المعاينة ويوم القيامة لما رأى من كرامة اللَّه للمؤمنين وما أعد لهم.
  ومتى قيل: إذا كان (رُبَّ) للتقليل فلم ذكر ههنا؟
  فجوابنا: للمبالغة في التهديد، كأنه قال: يكفيك قليل الندم فكيف كثيره، وقيل:
  يشغلهم العذاب عن تمني ذلك إلا القليل.
  ومتى قيل: (ربما) تكون لما وقع، فكيف ذكر ههنا للاستقبال؟