قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم 4 ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون 5 وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون 6 لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين 7 ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين 8 إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون 9}
  فجوابنا: أن يصدق الوعد ويحقق الكون كأنه واقع، لأن وعيد القرآن كأنه عيان، عن الفراء. وقيل: أينما لحقت (رُبَّ) غيرتها فألحقتها بالمستقبل.
  وتدل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يعلق كل همه بالدنيا وزينتها، ويقصر نفسه عليها بل أن يكون مقصوده الآخرة.
  وتدل على أنه لا ينبغي أن يأمل الآمال البعيدة المؤدية إلى الصد عن الاستعداد للموت، بل يجب أن يكون الموت بين عينيه، ويتسارع إلى التوبة، عن النبي ÷: «يهرم ابن آدم، ويشيب منه اثنتان: الحرص والأمل»، وعن أبي علي: (إنما أخشى عليكم اثنتين: طول الأمل، واتباع الهوى، فإن طول الأمل ينسي الآخرة، وإن اتباع الهوى يصد عن الحق).
  وحكى الأصم عن بعضهم أن قوله: «ذرهم» نسخ بآية القتال، وأنكره لأنه ليس فيه ما يوجب النسخ، لأنه تهديد.
قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ ٤ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ٥ وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ ٦ لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ٧ مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ ٨ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ٩}
  · القراءة: قرأ حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم: «مَا نُنَزِّلُ» بالنون وكسر الزاي والتشديد «الْمَلَائِكَةَ» بالنصب لوقوع الإنزال عليه، والإنزال مضاف إلى اللَّه تعالى.