التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم 4 ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون 5 وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون 6 لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين 7 ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين 8 إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون 9}

صفحة 3923 - الجزء 6

  وقرأ أبو بكر عن عاصم: «ما تُنَزَّل» بالتاء برفعها وفتح الزاي، «الْمَلَائِكَةُ» بالرفع على ما لم يسم فاعله. وقرأ الباقون: «تَنَزَّلُ» بالتاء والزاي، «الْمَلَائِكَةُ» بالرفع على أن النزول مضاف إلى الملائكة.

  · اللغة: السبق: مصدر سبق يسبق سبقاً، ومنه: المسابقة: طلب التقدم.

  والأمة: الجماعة وأصله القصد، كأنهم أمُّوا أمرًا واحداً.

  والأجل: الوقت، وجمعه: آجال. والإمهال: الإنظار.

  · الإعراب: «لو ما» قال الكسائي: معناه لولا سواء في الخبر والاستفهام، وقيل: هلا كذلك، قال ابن مقبل:

  لو ما الحياء ولو ما الدين عِبتكما ... ببعض ما فيكما إذ عبتما عورِي

  {وَلَهَا كِتَابٌ} سواء فيه الواو ولو حذفت كلاهما صواب، عن أبي القاسم. كقولك: ما رأيت أحداً إلا وعليه ثياب، فأما إذا قال: ما كان رجل إلا قائم فلا بد من الواو، فتقول: إلا وهو قائم، والعلة فيه: أن كل اسم نكرة جاء خبره بعد التمام فلك أن تأتي بالواو، ولك حذفه، فأما إذا كان الكلام ناقصاً لم يجز فيه الواو، كقولك: ما أظن درهمك إلا كافيك، لأن بذلك يتم الكلام.

  {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا} نصب (الأجل) ب (الأمة)، وتقديره: ما تسبق أمة أجلها، وأنث لتأنيث الأمة ووحد وأراد الجنس، ثم قال: {وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ} جمع وذكر لأنه ذهب إلى معنى الرجال.