قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم 4 ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون 5 وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون 6 لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين 7 ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين 8 إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون 9}
  {لَوْ مَا تَأْتِينَا} أي: لو.
  و {مُنْظَرِينَ} نصب على خبر كان.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَمَا أَهْلَكْنَا} جواباً بقولهم حين سألوا العذاب فأخبر أنه كتب ذلك لهم في وقت فلا بد أن يفعل ذلك في ذلك الوقت، عن الأصم.
  وقيل: نزل جواباً عن قولهم {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} إذا جاءوا لم يؤخروا ولم يمهلوا، عن أبي القاسم.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {وَمَا أَهْلَكْنَا} بما قبله؟
  قيل: لما تقدم الوعيد للمكذبين بقوله: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا} عقبه بما يؤكد الزجر والوعيد من ذكر إهلاك من تقدم، عن القاضي.
  وقيل: إن لهَؤُلَاءِ وإن تمتعوا أطالوا الأمل كتاب معلوم في الهلاك كالَّذِينَ تقدموا، وإنما يقع فيه التقديم والتأخير، فمن تقدم كان وقت هلاكهم معجلاً، وهَؤُلَاءِ وقت هلاكهم مؤخر، عن القاضي.
  وقيل: ينبغي أن لا يغتروا بالتأخير، فإن هَؤُلَاءِ كسائر الأمم حيث أهلكناهم، ولهم وقت معلوم كذلك هَؤُلَاءِ، عن أبي مسلم.
  ومتى قيل: كيف يتصل قوله: {وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ}؟
  قلنا: ما ذكر من الوعيد لهم قابلوه استهزاء ورموه بالجنون.
  · المعنى: «وَمَا أَهْلَكْنَا» قيل: بعذاب الاستئصال، وقيل: بالموت، قال القاضي: والأول