التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم 4 ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون 5 وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون 6 لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين 7 ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين 8 إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون 9}

صفحة 3924 - الجزء 6

  {لَوْ مَا تَأْتِينَا} أي: لو.

  و {مُنْظَرِينَ} نصب على خبر كان.

  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَمَا أَهْلَكْنَا} جواباً بقولهم حين سألوا العذاب فأخبر أنه كتب ذلك لهم في وقت فلا بد أن يفعل ذلك في ذلك الوقت، عن الأصم.

  وقيل: نزل جواباً عن قولهم {لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ} إذا جاءوا لم يؤخروا ولم يمهلوا، عن أبي القاسم.

  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {وَمَا أَهْلَكْنَا} بما قبله؟

  قيل: لما تقدم الوعيد للمكذبين بقوله: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا} عقبه بما يؤكد الزجر والوعيد من ذكر إهلاك من تقدم، عن القاضي.

  وقيل: إن لهَؤُلَاءِ وإن تمتعوا أطالوا الأمل كتاب معلوم في الهلاك كالَّذِينَ تقدموا، وإنما يقع فيه التقديم والتأخير، فمن تقدم كان وقت هلاكهم معجلاً، وهَؤُلَاءِ وقت هلاكهم مؤخر، عن القاضي.

  وقيل: ينبغي أن لا يغتروا بالتأخير، فإن هَؤُلَاءِ كسائر الأمم حيث أهلكناهم، ولهم وقت معلوم كذلك هَؤُلَاءِ، عن أبي مسلم.

  ومتى قيل: كيف يتصل قوله: {وَقَالُوا يَاأَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ

  قلنا: ما ذكر من الوعيد لهم قابلوه استهزاء ورموه بالجنون.

  · المعنى: «وَمَا أَهْلَكْنَا» قيل: بعذاب الاستئصال، وقيل: بالموت، قال القاضي: والأول