التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين 10 وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون 11 كذلك نسلكه في قلوب المجرمين 12 لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين 13 ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون 14 لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون 15}

صفحة 3927 - الجزء 6

  وتدل على أنه إنما يعذب بالاستئصال متى علم أنه لا يؤمن منهم أحد، وأنه إنما يؤخرهم ليتوبوا.

  وتدل على أن هلاك كل قوم مكتوب، وفيه لطف للملائكة، وفي الخبر عنه لطف لنا.

  وتدل على أن وقت الموت لا يتقدم ولا يتأخر، فتدل على أن الأجل واحد خلاف قول البغدادية.

  وتدل على أن القرآن منزل محفوظ عن التغيير، فيبطل قول من قال: إنه قديم، إذ القديم لا يصح أن يكون منزلاً ومحفوظاً، فثبت أنه محدث، عن أبي القاسم، والقاضي، ويبطل قول الإمامية في جواز الزيادة والنقصان في القرآن، ويبطل قول من يقول: إن الذي تولى جمعه عثمان، لأنه إذا تكفل بحفظه فلا حاجة إلى غيره.

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ ١٠ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ١١ كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ١٢ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ١٣ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ ١٤ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ١٥}

  · القراءة: قرأ ابن كثير: «سُكِرَتْ» خفيفة الكاف، وقرأ الباقون مشددة الكاف، فأما التخفيف فحكى الفراء عن العرب: سكرت الريح أي: أسكنت وركدت، وبالتشديد: سدت، وأصل السكر: السد، قال الزجاج: يجوز سكرت بفتح السين ولا يقرأ به.