التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين 16 وحفظناها من كل شيطان رجيم 17 إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين 18}

صفحة 3936 - الجزء 6

  إصابة الشيطان بها معجزة، فعلى هذا التأويل تكون معجزة بين الجن، لأنه مبعوث إليهم.

  قالوا: فهل تنقض الكواكب؟

  قلنا: لا، ولكن ينفصل منها شهب حتى ترى، والكواكب بحالها.

  قالوا: أليس الشهب ما يقرب من الأرض ونحن نراه، فكيف تكون السماء؟

  قلنا: من صار منهم قريباً من السماء تأتيه الشهب من حيث لا ينتبه، ومن كان قريباً من الأرض يأتيه شهاب يراه وينتبه، عن أبي علي.

  وقيل: ترى لسرعة حركاتها، إذ ليس في خللها سكون يشكل بها.

  قالوا: كيف يجوز فيهم أن يذهبوا إلى حيث تحرقهم الشهب من طول تجربتهم وهم عقلاء؟

  قلنا: لا يعرفون كل المواضع التي إذا صاروا إليها أحرقهم الشهاب، بل يحترقون في موضع دون موضع، وإذا اختلف ذلك لم يمتنع وقوع ذلك منهم إذا رجوا السلامة، فهو كراكب السفيتة في البحر يخاف الهلاك ويرجو السلامة.

  ويقال: كيف السماء؟

  قلنا: هو سبع سماوات فوق الأفلاك الدائرة والنجوم السائرة، وسماء الدنيا مخصوص بالزينة، وجميعها مقر الملائكة، عن أبي علي.