التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين 16 وحفظناها من كل شيطان رجيم 17 إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين 18}

صفحة 3937 - الجزء 6

  قال تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ١٩ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ٢٠ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢١ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ٢٢}

  · القراءة: اتفق القراء على أن «معايش» غير مهموز، وروي عن الأعرج أنه كان يهمزها، وروي ذلك عن نافع، وأكثر النحويين على أن الهمز فيه لحن، وبعضهم قال: له وجه وإن كان بعيد، قال أبو القاسم: فكما اتفقوا أنه بغير همز اتفقوا أن (خزائن) مهموز وعجائز وصحائف وكبائر ونحوها.

  وقرأ حمزة «الريح» على واحد، وأراد الجنس، والباقون «الرياح» على الجمع.

  · اللغة: قال الفراء: المد البسط في الأرض، عن أبي مسلم، وأصله الثبوت، يقال: رست السفينة إذا ثبتت.

  والمعايش جمع معيشة، وهو كل ما يعيش به الناس، ولا يهمز، لأنه من عاش يعيش، فالياء أصلية.

  واللواقح: جمع لاقح، وهي الحامل، يقال: لقحت الناقة إذا حملت، وألقحها إذا ألقى عليها الماء فحملت، فالرياح كالفحل للسحاب على طريق العادة لا الوجوب، قال الزجاج: يقال للريح إذا أتت بالحيا: لقحت، كما قيل فيها: عقيم.

  والخزن: وضع الشيء بالمكان المهيأ للحفظ، خزنه يخزنه خزنا، نحو: نصره