قوله تعالى: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين 16 وحفظناها من كل شيطان رجيم 17 إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين 18}
  ينصره نصرًا، وهو خازن والشيء مخزون، ويُقال: سقيته بغير ألف فيما يشربه أسقيه، وأسقيته بالألف فيما تشربه أرضه، وقال علي بن عيسى: وقد يجيء أحدهما بمعني الآخر، قال أبو القاسم: لا يقال في اسقه إلا سقيته، ومنه: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا ٢١}[الإنسان].
  · الإعراب: يقال: ما موضع (مَنْ) من الإعراب في قوله: {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ}؟
  قلنا: قيل: في محل الخفض عطفاً على الكاف والميم في قوله: «لكم» قال الفراء: تقديره: وجعلنكم ومن لستم له برازقين. «مَعَايِشَ» قال: ويجوز عطف الظاهر على المكني، وقيل: لا يجوز عطف الظاهر على المكني المخفوض، لا يقال: أخذت منك وزيد إلا بإعادة الخافض، كقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}[الأحزاب: ٧] ويجوز عطف الظاهر على المكني المرفوع نحو: جاء هو وزيد، قيل: (مَن) موضعه نصب عطفاً على (معايش)، عن علي بن عيسى.
  و (لواقح) هي ملقحات إلا أن الفاعل قد يكون بمعنى مفعل، قال الشاعر:
  كِليْني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ ... وَلَيْلٍ أقُاسِيِه بَطيءِ الْكَواكِبِ
  أراد: منصب، وقيل في قوله: «إن عذابك بالكفار ملحق»، أي لاحقٌ.
  · المعنى: لما تقدم ذكر السماء وما فيها من أدلته ونعمه تعالى، أتبعه بذكر الأرض وما فيها من الأدلة والنعم، فقال سبحانه: «وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا» أي: بسطناها، لأن ببسط الأرض