التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن المتقين في جنات وعيون 45 ادخلوها بسلام آمنين 46 ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين 47 لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين 48 نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم 49 وأن عذابي هو العذاب الأليم 50}

صفحة 3959 - الجزء 6

  والعيون: واحدها عين، وهي معادن ينبع الماء عنه.

  والسرو: جمع سرير، وأسرة، وهو مجلس رفيع أخذ من السرور، فسرير وسرر كخديد وخدد.

  والغل: الحقد.

  والنصب: التعب عن العمل، ونظيره: الإعياء، وأصله من الانتصاب، لأن صاحبه ينتصب بالانقطاع عن العمل للوهن الذي يلحق.

  · الإعراب: «إخواناً» نصب على الحال، وقيل: يحتمل جعلناهم إخواناً فيكون مفعولاً.

  «متقابلين» من نعت الإخوان.

  «وأن عذابي» فتحت (أنَّ) بقوله: «نبئ عبادي» محله نصب عني.

  · النزول: قيل: مر رسول الله ÷ بنفر من أصحابه وهم يضحكون، فقال: «أتضحكون، وقد ذكر الجنة والنار بين أيديكم»؟ فنزل {نَبِّئْ عِبَادِي} الآية، عن قتادة.

  وقيل: قال لهم: «ألا إياكم تضحكون»، ثم أدبر ورجع، فقال: «إني لما خرجت جاءني جبريل فقال يا محمد إن اللَّه تعالى يقول: لم تقنط عبادي {نَبِّئْ عِبَادِي} الآية».

  · المعنى: لما تقدم الوعيد لمن اتبع إبليس والشياطين أتبعه بالوعد لمن اتبع أمر اللَّه تعالى