التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ونبئهم عن ضيف إبراهيم 51 إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون 52 قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم 53 قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون 54 قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين 55 قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون 56}

صفحة 3962 - الجزء 6

  أما الكسر والتشديد فتقديره: تبشرونني، أدغمت نون الجمع في نون الإضافة.

  وأما الكسر والتخفيف: فعلى حذف نون الجمع استثقالاً لاجتماج المثلين.

  قال الزجاج: وقيل في الحذف: إنه من الإدغام ثم خفف، قال: والفتح أجود ونظيره: {تُشَاقُّونَ}⁣[النحل: ٢٧].

  فأما فتح النون: فعلى حذف نون الإضافة.

  وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب: «يَقْنِطُ» بكسر النون، و (لا تقنِطوا) كذلك، والباقون بفتح النون، وهما لغتان، قنط يقنِط نحو: ضَرَبَ. يَضْرِبُ، وقَنَطَ يَقْنَطُ نحو عَلِمَ يَعْلَمُ، وكلهم قرؤوا {مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا}⁣[الشورى: ٢٨] بفتح النون، وكلهم قرؤوا «من القانطين» بالألف غير يحيى بن وثاب، فإنه قرأ: «من القَنِطين» بغير ألف.

  · اللغة: الضيف: واحد، وجمعه: أضياف وضيفان وضيوف، عن أبي مسلم، قال: هو هاهنا جمع واحده ضايف، وهو الذي يطرق القوم ويلجأ إليهم، ونظيره: طائر وطير، وراكب وركب، وقيل: الضيف يصلح للواحد والاثنين والجمع، والمذكر والمؤنث.

  والتبشير: مصدر بشر تبشيرًا، وأصله البشارة، وهو الخبر عما يسر حتى يظهر السرور في بشرة وجهه.

  والقنوط: اليأس من رحمة اللَّه، مصدر قنط فهو قانط.

  والضال: السالك طريق الضلال، وهو طريق الهلاك، ونقيضه: المهتدي.

  · الإعراب: (سلاماً) نصب على المصدر، تقديره: سلمت سلاماً، أو سلمت سلاماً على