قوله تعالى: {ونبئهم عن ضيف إبراهيم 51 إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال إنا منكم وجلون 52 قالوا لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم 53 قال أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون 54 قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين 55 قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون 56}
  معنى الدعاء والتحية، فأما قوله: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}[الفرقان].
  أي: سلمنا منكم سلاماً.
  · المعنى: لما تقدم ذكر الوعد والوعيد والثواب والعقاب عقبه بقصة إبراهيم # وقوم لوط مضافاً لذلك وتنبيهاً بالعاجل على الآجل، فقال سبحانه: «وَنَبِّئْهُمْ» أي: أخبرهم، يعني العباد «عَنْ ضَيفِ إِبْرَاهِيمَ» وهم الملائكة الَّذِينَ دخلوا عليه، وسماهم ضيفاً وإن لم يأكلوا قيل: توسعاً، لأنهم جاءوا مجيء الأضياف، وأعد إبراهيم لهم ما يعد للأضياف، عن أبي علي. وقيل: كل من دخل إلى قوم ولجأ إليهم يوصف بأنه ضيف وإن لم يأكل، عن أبي مسلم. وكانوا أرسلوا إليه بالبشارة بالولد وبإهلاك قوم لوط «إِذْ دَخَلُوا» على إبراهيم «فَقَالُوا سَلَامًا» أي: سلمنا سلاماً، قالوا ذلك تحية، وقيل: أظهروا على ما يدل أنه آمِنٌ من جهتهم، «قَالَ» إبراهيم «إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قَالُوا لاَ تَوْجَلْ» لا تخف «إِنَّا نُبَشِّرُكَ» أي: نخبرك بما يسرك «بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ» بأن يولد لك ويكون عليماً، وقيل: بشروه بنبوته بعده، عن الأصم، وقيل: بشروه بأنه يكون عالماً بالدين «قَالَ» إبراهيم «أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ» أي: كبرت وأصابني الشيب «فَبِمَ تُبَشِّرُونَ» كيف تبشرون، وقيل: عجب من ذلك لكبره وكبر امرأته فقال ذلك تعجباً، عن مجاهد. قيل: استفهم أبأمر اللَّه تبشرون أم من عند أنفسكم، عن أبي علي. وقيل: استفهم أنه مبشر بالغلام وهو على هيئته في الكبر والضعف أو