التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال فما خطبكم أيها المرسلون 57 قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين 58 إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين 59 إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين 60 فلما جاء آل لوط المرسلون 61 قال إنكم قوم منكرون 62 قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون 63 وأتيناك بالحق وإنا لصادقون 64 فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون 65 وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين 66}

صفحة 3964 - الجزء 6

  يحول شاباً قوياً، عن الحسن، والأصم والقاضي. «قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ» قيل: بالولد أنه كائن لا محالة، عن ابن عباس، والأصم. وقيل: بالصدق، عن أبي مسلم. أي: لا خلف فيه، وقيل: بأمر ينبغي أن يحقه ويقطع به، وقيل: بأمر اللَّه وأنت على حالتك في الكبر «فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ» الآيسين من رحمة اللَّه، ولم يكن فيه قنوط، فـ «قَالَ» إبراهيم «وَمَنْ يَقْنَطُ» ييأس «مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ» قيل: من يضل عن المعرفة بِاللَّهِ تعالى وما يقدر عليه وما ينعم على عباده، وقيل: إلا من يضل عن ثوابه في الآخرة، ويكون هو من أهل القنوط، ذكر الوجهين أبو علي.

  · الأحكام: الآية تدل على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب لذلك لم يعرفهم وحاجهم وبشروه، وإذا كان النبي لا يعلم الغيب فالإمام أولى، فيبطل قول الإمامية الرافضة.

  وتدل على أنهم نزلوا بصورة الآدميين لذلك قدم إليهم الطعام وظنهم ضيفاً.

  وتدل على أنه تعالى قادر على خلق الولد بعد الكبر وإن كانت العادة بخلافه، فيبطل قول الطبائعية.

  وتدل على أن القنوط صفة ذم، لأن مع سعة رحمة اللَّه كيف يصح القنوط.

قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ ٥٧ قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ٥٨ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ ٥٩ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ ٦٠ فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ ٦١ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ ٦٢ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ ٦٣ وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ٦٤ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ٦٥ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ ٦٦}