قوله تعالى: {قال فما خطبكم أيها المرسلون 57 قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين 58 إلا آل لوط إنا لمنجوهم أجمعين 59 إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين 60 فلما جاء آل لوط المرسلون 61 قال إنكم قوم منكرون 62 قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون 63 وأتيناك بالحق وإنا لصادقون 64 فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون 65 وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين 66}
  والاتباع والاقتداء نظائر، وهو اقتفاء الأثر، وخلاف الاتباع ابتداع.
  والأدبار: جمع دبر، وهو جهة الخلف، كما أن القُبُل جهة القدام، وجمعه: أقبال.
  والقطع: مصدر قطّعه قطعاً إذا فضله.
  · الإعراب: «أَنَّ دَابِرَ» موضع (أنَّ) نصب على البدل من الأمر، ويجوز أن يكون نصباً على فقد الخافض على معنى أن دابر هَؤُلَاءِ.
  «إلا آل لوط» «إلا امرأته» استثناء من الاستثناء يرجع إلى الأول، كقولهم: له علي عشرة دراهم إلا خمسة درهم يلزمه ستة، ويعود كل استثناء إلى ما يليه، ونصب «امرأته» على الاستثناء.
  «أجمعين» جر لأنه من نعتهم في (منجوهم)، لأنك تقول: نحن منجي القوم.
  «مصبحين» نصب على الحال.
  · المعنى: ولما علم إبراهيم حالهم، وعلم أن جمعاً من الملائكة لا يرسلون إلا لأمر عظيم، سألهم عن ذلك، فقال سبحانه: «قَالَ» يعني إبراهيم «فَمَا خَطْبُكُمْ» أي: ما شأنكم، وما الأمر الذي له أرسلتم «قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ» أي: كافرين، قيل: أخبروه بهلاكهم، وقيل: اقتصروا على هذا لما كان الملائكة تبعث إلى المجرمين للهلاك «إِلَّا آلَ لُوطٍ» من أهله وأتباعه، قيل: إنما استثناهم وإن لم يكونوا