قوله تعالى: {وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل 85 إن ربك هو الخلاق العليم 86}
  وتدل على أنه أهلكهم بعد الآيات إتماماً للحجة عليهم، ولو كان العبد لا يقدر أو كان الكفر خلقاً لله تعالى ومنعهم من الإيمان لكان الحجة آكد، يتعالى اللَّه عن ذلك علواً كبيرًا.
قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ٨٥ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ٨٦}
  · اللغة: الصفح والعفو نظائر، يقال صفحت عنه وعفوت.
  والجميل والحسن نظائر.
  · المعنى: لما تقدم ذكر الأمم وأنه أهلكهم لاتباعهم الباطل بيّن أنه ما خلق شيئا إلا بالحق والجزاء، فقال سبحانه: «وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَينَهُمَا» من سائر الأشياء الحيوانات والجمادات «إِلَّا بِالْحَقِّ» قيل: معناه ليكون الحق، وهو عبادته تعالى، ولا يكون الباطل وهو الكفر، عن أبي علي. وقيل: إلا بحكمة توجب حق اللَّه تعالى، وأن مدبرها واحد، عن الأصم. وقيل: إنه يصير إلى الحق وهو المعاد، عن الحسن.
  وقيل: بالحق الذي يجب عليهم من معرفة اللَّه تعالى وتوحيده وعدله، وقيل: بالحق أي: للحق، أي: ليعبدوا اللَّه وما هو غير مكلف فلمنفعة المكلفين ولطف لهم «وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ» قيل: القيامة، عن الأصم. وقيل: كل ما بعد الموت إلى الاستقرار في الجنة أو النار، يعني: لا يغتر هَؤُلَاءِ وإن لم يعاجلوا بعقوبة الاستئصال فإن الساعة