قوله تعالى: {أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون 48 ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون 49 يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون 50}
  والداخر: الصاغر، دخر يدخر دخورًا إذا ذل وخضع، وادخر غيره.
  · الإعراب.
  ويقال: [لِمَ] قيل: باليمين على الواحد والشمائل على الجمع؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: لأن الابتداء عن اليمين في أول النهار، وينتقص حالاً بعد حال عن الشمائل، فهو بمعنى الجمع بعد الابتداء إلى أن ينتهي فقيل: شمائل للإشعار بهذا المعنى.
  والثاني: أن بمعنى الإيمان فهو متقابل في المعنى، قال الشاعر:
  بِفي الشَّامِتِينَ الصَّخْرُ إنْ كانَ هَدَّنِي ... رَزيَّةُ شِبْلَيْ مُخْدِرٍ في الضَّراغمِ وقيل: لأن العرب إذا اجتمعت علامتان في شيء تبقي أحدها وتنفي الآخر تخفيفا كقوله: {الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}[الأنعام: ١]، وكقولهم: سمعهم وأبصارهم.
  {يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ} (ظِلَالُهُ) ابتداء وما بعده خبر. (سُجَّدًا) نصب على الحال أي: في حال السجود.
  · المعنى: «أَوَلَمْ يَرَوْا» هذه الآية تتصل بقوله: {أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ} والضمير يرجع إليهم، عن أبي مسلم. لما أوعدهم بيّن دلائل قدرته، فقال سبحانه: «أَوَلَمْ يَرَوْا» هَؤُلَاءِ الماكرون إلى قدرة اللَّه تعالى «إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيءٍ» أي: أجسام قائمة ذات ظلال «يَتَفَيَّاُ ظِلاَلُهُ» قيل: يرجع ويتحول من موضع إلى موضع بدوران الشمس، وقيل: