قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون 67 وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون 68 ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون 69}
  · الأحكام: تدل الآية على حدث الكتاب حيث وصفه [بالإنزال].
  وتدل على أنه أراد إنزاله لبيان ما اختلفوا فيه وهدى، فتدل على أن بيان الرسول لازم، وبيانه يكون بأدائه وتبيان مجمله.
  وتدل على أن القرآن هدى، وذلك يصح على أصلنا أن الهدى الدلالة.
  وتدل الآية الثانية على قدرته على النشأة الثانية، وعلى كمال قدرته على خلق الأجسام، وكذلك الآية الثالثة من حيث أخرج من طعام واحد اللبن والدم والفرث، ولم يختلط أحدهما بالآخر على خلق الأجسام.
  وتدل على أنه تعالى خلق الأشياء لعباده، فتدل على أن أصل الأشياء الإباحة.
  وتدل على أن الاختلاف فعلُ العبد، إذ لو كان خلق اللَّه تعالى لكان يجب أن يكون البيان له، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ٦٧ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ٦٨ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ٦٩}