التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون 67 وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون 68 ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون 69}

صفحة 4067 - الجزء 6

  · اللغة: الثمرة: واحدة، وجمعها: ثمرات وثمار، أثمرت الشجرة: إذا حملت.

  والسكر في اللغة على أربعة أوجه الأول: ما أسكر من الشراب، يقال: سكر الرجل فهو سكير، ويقال: إن السكر شراب.

  والثاني: السكر ما طعم من الطعام، قال الشاعر:

  جَعَلت عِنَبَ الأكرمِينَ سُكَّرا

  أي: طعماً.

  الثالث: السكور، ومنه: السكون، ومنه: ليلة ماكرة، أي: ساكنة، قال الشاعر:

  فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ وَلا سَاكِرَهْ

  ويقال: سكرت الريح وسكنت، وقال آخر:

  جَعَلَتْ عَيْنَ الجزُورِ سُكَّرَا والرابع: المصدر من قولك: سكر سكرًا، ومنه: التسكير: التحيير، كأنه سدت في قوله: {سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا}⁣[الحجر: ١٥] والسكر: حبسك الماء، والسِّكرَ بكسر السين: ما يسكن فيه الماء في الأرض، والأصل فيه: انسداد المجاري بما يلقى فيه.