قوله تعالى: {ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون 67 وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون 68 ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون 69}
  والذلل: جمع ذلول، يقال: دابة ذلول بين الذل، ورجل ذليل بين الذُّل بضم الذال، وكذلك الذِّلة بكسرها، يقال: لما وطي من الطريق ذل أيضاً، والأصل فيه:
  الطريق الموطأة للسلوك، والذل: خلاف الصعوبة.
  · الإعراب: «منه» الكناية تعود إلى محذوف، وتقديره: ومن ثمرات النخيل ما تتخذون منه سكرًا، فالكناية عائدة إلى (ما) المحذوفة. «وَرِزْقاً حَسَناً»، عن أبي مسلم، فهو عطف على قوله: «سَكَرًا» وهو الوجه. وقيل: العامل محذوف، وتقديره: وتتخذون ويرزقكم منها رزقاً حسناً.
  · المعنى: ثم ذكر وجوهًا من الاعتبار الدالة على توحيده عطفاً على ما تقدم، فقال سبحانه وتعالى: «وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ» أي: لكم عبرة فيما يرزقكم من ثمرات النخيل والأعناب «تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا» قيل: السكر ما حرم من الشراب كالخمر، والرزق الحسن ما حل منه كالرُّب والخل والتمر والزبيب، عن ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن جبير، والحسن، وقتادة، وإبراهيم، والشعبي، وابن زيد، ومجاهد، وابن أبي ليلى. قال قتادة: ونزلت الآية قبل تحريم الخمر، ونزل تحريمها في سورة (المائدة) بعد ذلك، فعلى هذا خص الخمر بالتحريم وبقي سائر الأشربة على الإباحة، قال أبو مسلم: ولا حاجة إلى ذلك، لأنه سواء حرم أو لم يحرم؛ لأنه تعالى ذكر نعمه في هذه الثمرات وخاطب المشركين، والخمر من أشربتهم فهي نعمة عليهم، وقيل: السكر ما يشرب من أنواع الأشربة مما حل، والرزق الحسن ما يؤكل في معنى قول الشعبي، وأبي علي. والمراد بالحسن اللذيذ، وقيل: سكرًا أي: