التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين 82 يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون 83 ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون 84 وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون 85}

صفحة 4088 - الجزء 6

  وتدل على أن الإسلام فعلُهم ليس بخلق اللَّه ثم ينكرونه فيبطل مذهبهم في المخلوق.

قوله تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ٨٢ يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ ٨٣ وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ٨٤ وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ٨٥}

  · اللغة: بلغت تبليغاً، والاسم البلاغ، نحو كلمت كلاماً، والاسم الكلام.

  والعتب: الموجدة، يقال: عتب عليه يعتب إذا وجد عليه، فإذا فاوضه ما عتب عليه قيل: عاتبه، فإذا رجع إلى ما يريد فقد أعتب، والاسم العتبى، وهو رجوع المعتوب عليه إلى ما يرضي العاتب، واستعتب طلب أن يعتب، قال الخليل: حقيقة العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة، وبينهم أعتوبة يتعاتبون بها، قال أبو مسلم: الاستعتاب: مأخوذ من العتب والعتاب، وأصله من دبغ الأديم، وهو عتابه، وفي المثل: (إنما يعاتب الأديم ذو البشرة)، ويقال: عتبت على فلان واستعتبته إذا أنكرت منه فعلاً واستنزلته فيه وأردت استصلاحه، وأعتبت فلاناً إذا صار لك إلى ما تحب وأزال ما تكره، والاسم العتبى.

  والإنظار: التأخير، وأنظرته أخرته، والنظرة أيضا التأخير ومنه: {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}⁣[البقرة: ٢٨٠].