قوله تعالى: {فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين 82 يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون 83 ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون 84 وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون 85}
  وقتادة، وقيل: إن رسول اللَّه ÷ ذكرهم تعدد هذه النعم فقالوا: نعم هذه كلها من اللَّه لكنها بشفاعة آلهتنا، وقيل: يتقلبون في نعم اللَّه تعالى ثم لا يشكرونها، وقيل: هو قولهم: لولا فلان لكان كذا، ولولا فلان لما كان كذا «وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ» الجاحدون، وإنما قال: (أَكْثَرُهُم) لأن منهم من لم تقم الحجة عليهم كمن لم تبلغه الدعوة، وكمن لم يكلف من الصبيان والمجانين، وقيل: لأن فيهم من يؤمن، وقيل: هو من الخاص في صيغته الذي هو عموم في معناه، عن أبي علي، قال الحسن: ومعناه جميعهم الكافرون، ووجه هذا أنه عزل البعض احتقارًا له أن يذكره، وقيل: أكثرهم المعاندون، عن الأصم، وأبي مسلم، وإن كان فيهم من يكفر جهلًا وتقليدًا «وَيَوْمَ» يعني يوم القيامة «نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا» عليهم، قيل: هم الرسل، عن الأصم، وقيل: هم عدول المؤمنين من كل أمة «ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ» لهم في الاعتذار فيعتذروا بمعاذير باطلة، وقيل: الآخرة مواطن فمنها ما يمنعون، ومنها ما لا يمنعون، وقيل: لا يؤذن لهم في الاعتذار بما ينتفعون، وقيل: لا يؤذن إذا أرادوا كثرة الكلام والتفرغ، وقيل: لا يؤذن لهم في الرجوع إلى التكليف ودار الدنيا، وقيل: معنى «لا يؤذن» أي: لا يستمع إلى الاعتذار، كقول الشاعر:
  في سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشَّيْخُ لَهُ
  عن أبي مسلم.
  وقيل: لا يؤذن لهم في حال شهادة العدل، بل يسكت أهل الجمع كلهم