قوله تعالى: {فإن تولوا فإنما عليك البلاغ المبين 82 يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون 83 ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون 84 وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون 85}
  ليشهدوا الشهود، وقيل: لا يؤذن ليعلموا إياسهم من الخلاص، وقيل: لا يجسرون أن يتكلموا من عظيم ما نالهم «وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ» أي: لا يسترضون، يعني: لا يكلفون أن يرضوا ربهم ولا يستصلحون كما كان يفعل بهم في الدنيا «وَإذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ» قيل: كفروا، وقيل: ظلموا أنفسهم بالكبائر «فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ» يعني: لا يؤخرون في العذاب، ولا يخفف من أجزاء العقاب، وهذا تنبيه على دوام العقاب وأنه لا يشوبه راحة، وروي «أن النبي، ÷ كان إذا قرأ هذه فاضت عيناه».
  · الأحكام: الآية الأولى تسلية للنبي ÷، وبيان أن جنايتهم تلزمهم، وليس عليه إلا البلاغ، وأما القبول فعليهم.
  وتدل على أنه تعالى يبعث في كل أمة شهيداً يشهد عليهم، فدل أن كل زمان لا يخلو من شهيد حجة اللَّه على خلقه على ما يقوله أبو علي.
  وتدل على أنه تعالى لا يقبل المعاذير يوم القيامة لأنا لو قدرنا الإذن فاعتذروا فكانت معاذير باطلة كاذبة، ولو كانت صدقاً قبلت.
  وتدل على أنهم لا يردون إلى الدنيا، فنبه أن طريق النجاة منسدة عليهم.
  ويدل قوله: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} أن ظلمهم فعلُهم، فيبطل قول مخالفينا في المخلوق.
  وتدل أنه لا يخفف عنهم العذاب ولا يؤخر، ولو جوزوا انقطاعة لكان فيه أكثر الخفة.
  وتدل على أن الإنكار والكفر والظلم فعلُهم لذلك [استحقوا] العذاب.