التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعو من دونك فألقوا إليهم القول إنكم لكاذبون 86 وألقوا إلى الله يومئذ السلم وضل عنهم ما كانوا يفترون 87 الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون 88}

صفحة 4092 - الجزء 6

قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ٨٦ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ٨٧ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ ٨٨}

  · اللغة: اللقي: الشيء الملقى المطروح، يقال: لقيتُه إذا طرحتَه، وقال الأخفش:

  يقال: ألقيت إليه مقالة كذا أي: قلت له، وتلقاها عني أي: قبلها.

  والسلم: الاستسلام والانقياد بفتح السين واللام، وبكسر السين وفتحها وسكون اللام: الصلح.

  وفريت: كذبت، وافتريت افتعلت منه، ويفترون يفتعلون من فريت.

  · المعنى: ثم بين تعالى ما يؤول حالهم إليه يوم القيامة، فقال سبحانه: «وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ» يعني الَّذِينَ أشركوا في العبادة غيره، وقيل: وصفوا اللَّه بالشريك كالثنوية وعباد الأوثان «شُرَكَاءَهُمْ» قيل: أوثانهم التي عبدوها وجعلوها شركاء في العبادة، وقيل: وصفوها بأنهم شركاء اللَّه، وقيل: جعلوا لهم نصيباً من أموالهم، هذا قول أكثر المفسرين، أن المراد به الأوثان، وقيل: أراد به الشياطين، وسموا شركاء من حيث عبدوا الأصنام بطاعتهم، عن الحسن. «قَالُوا» يعني الكفار «هَؤُلَاءِ» إشارة إلى الأوثان «شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَا نَدْعُو» آلهة «مِنْ دُونِكَ».

  ومتى قيل: إذا كانوا في الآخرة لا يكذبون، فكيف قالوا: هَؤُلَاءِ شركاؤنا؟