قوله تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون 91 ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون 92 ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون 93 ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم 94}
  القدم عبارة عن قبول العمل واستحقاق الثواب، عن أبي علي، وقيل: فيفارق الدين الذي دخلتم فيه لمفارقتكم أحكامه، عن أبي مسلم. «وَتَذُوقُوا السُّوءَ» أي: العذاب «بِمَا صَدَدْتُمْ» قيل: بصدكم وإعراضكم، وقيل: بمنعكم غيركم عن الدين «عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» أي: دينه الذي دعاكم إليه، عن أبي مسلم. «وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ» وهو عذاب النار نعوذ بِاللَّهِ منه.
  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الوفاء بالعهد، فيدخل فيه الفرائض وما يوجبه الإنسان على نفسه بالأيمان والمعاهدة مع الغير والعقود، فيجب الوفاء بالجميع.
  قال علي بن موسى القمي: وتدل على أن العهد يمين، وروي ذلك عن الحسن وجماعة من السلف.
  وتدل على أن العبد بعد العهد يصح منه الوفاء والنقض، وإذا نقض فهو فعله، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق والاستطاعة.
  وتدل على أن الأيمان تؤكد بغيره، وذلك إنما تؤكد بصفات اللَّه تعالى وأسمائه.
  وتدل على النهي على نقض العهد للاغترار بعدد أو مال ثقة بِاللَّهِ وتوكلاً عليه.
  وتدل على أن الخلق يسألون عن أعمالهم، ويكون ذلك سؤال توبيخ لا سؤال تعريف.
  وتدل على أن أفعال العباد حادثة من جهتهم من وجوه: