قوله تعالى: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون 95 ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون 96 من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون 97}
  والباقي: هو الموجود المستمر وجوده، وقيل: الموجود عن وجود من غير فصل، وضده الفاني وهو المعدوم، واختلفوا في الباقي، فقيل: يبقى ببقاء، عن أبي القاسم، وقيل: لا يحتاج إلى معنى به يبقى وإنما هو استمرار الوجود، عن أبي علي، وأبي هاشم، واختلفوا في الجوهر، فقيل: يبقى، عن أكثر المفسرين، وقيل: لا يبقى كله، عن أبي هاشم، وقيل: يبقى كله، عن الحشوية. وقيل: بعضه يبقى وبعضه لا يبقى، عن مشايخنا، ثم بينهم اختلاف في تفاصيله.
  · الإعراب: «مَنْ عَمِلَ» شرط، وجوابه: «فَلَنُحْيِيَنَّهُ».
  «وَهُوَ مُؤْمِنٌ» يحتمل أن يكون محله نصبا على الحال بتقدير: من عمل صالحاً في حال إيمانه، وقيل: يحتمل الرفع على تقدير: من عمل صالحاً وهو مؤمن.
  و (أحسن) قيل: نعت للعمل، وقيل: للأجر، وكسر ب «أحسن» لأن أفعل إذا أضيف انصرف تقول: مررت بأحمركم، وإنما أخبر عنهم مرة بلفظ الجمع ومرة بلفظ الواحد، لأن (مَن) اسم مبهم يجوز أن يعنى به الواحد ويجوز أن يعنى به الجماعة، عن أبي علي.
  · النزول: قيل: كان بين رجلين منازعة في أرض، فتحاكما إلى النبي، ÷، «فقضى باليمين على أحدهما»، فقال الآخر: ما يبالي الفاجر أن يحلف، فقال: «ما لك إلا يمينه إن لم تكن لك بينة برًا كان أو فاجرًا»، قال: فأَحْلفه، فنزل: «وَلَا تَشْتَرُوا ...» الآية، فتلاها عليهما فقال المطلوب: الأرض أرضه، حكاه الأصم.