قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم 98 إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون 99 إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون 100}
قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ٩٨ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ١٠٠}
  · اللغة: الاستعاذة: طلب المعاذ، وهو المفزع والملجأ، وهو استفعال من العوذ، يقال:
  عذت عياذاً ومعاذاً وعوذًا، أي: لذت، والمعاذ والعوذ: هو ما عذت به، أي: لجأت إليه، يقال: عوذي ومعاذي، واللَّه تعالى معاذ من عاذ به، ومنه قول النبي ÷ للمرأة التي قالت: أعوذ بِاللَّهِ منك: «لقد عذت بمعاذ فالحقي بأهلك».
  والرجيم: المرجوم، فعيل بمعنى مفعول، والرجم: الرمي بالحجارة وبالشتم.
  والسلطان: الحجة، والسلطان: القاهر الغالب، وقيل: أصله السلاطة من التسلط وهو القهر ثم سمي الحجة سلطاناً، لأنه يقهر الخصم به، وقيل: اشتقاقه من السليط، وهو دهن الزيت، سميت الحجة سلطاناً لإضاءته، ومنه حديث ابن عباس: (رأيت علياً وكأن عينيه سراجاً سليط)، والسليط: الرجل الفصيح، لأنه يأتي بحجته.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: تتصل بقوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا} ثم اعترض الأمر والنواهي وعاد الكلام إلى ذكر القرآن، وأمر بالاستعاذة عند قراءته.
  وقيل: بل يتصل بما قبله، لأنه أمر بطاعته، فعقبه بالاستعاذة من الشيطان الآمر بمعصيته، وحذره عن كيده ووسوسته، عن الأصم، وإنما خص القرآن لأنه العمدة في الدين.