قوله تعالى: {وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون 101 قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين 102 ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين 103 إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم 104 إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون 105}
  · النظم: ذكر أبو مسلم في اتصال {وَإِذَا بَدَّلْنَا} بما قبله وجهين:
  أحدهما: أن يكون تمام أولياء الشيطان المذكور في قوله: {الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ} وتقديره: يتولون الشيطان ويشركون بالآية، ويقولون عند تبديل الآية: إنما أنت مفتر.
  وثانيها: أن يكون منقطعاً عما قبله مقطوعاً على الآي المتقدمة التي فيها وصف أفعال الكافرين وضروب كفرهم وافترائهم، قال: والأول أقرب وإن كان الوجهان جائزين.
  · المعنى: «وِإذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ» قيل: نسخنا حكم آية أخرى لما في النسخ من المصلحة، وقيل: إذا نسخنا آية فرفعنا تلاوتها وحكمها بآية أخرى نثبت تلاوتها وحكمها، وقيل: هي الشريعة التي هي معمولاً بها في أهل الكتب المتقدمة، فأتى اللَّه تعالى في هذا الدين وعلى لسان النبي ÷ بغيرها بدلاً منها ناسخاً لها، عن أبي مسلم، وإنما بناها على أصله أن النسخ في القرآن وأحكامه لا يجوز «وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزّلُ» يعني: أعلم بما يصير وينزل، فيأمر بما هو أصلح لخلقه، وينهى عما يكون فيه مفسدة «قَالُوا» يعني المشركين «إِنَّمَا أَنْتَ» يا محمد «مُفْتَرٍ» كاذب أن هذا من عند اللَّه، قيل: قالوا ذلك إنكارا للنسخ، ولأنهم لم يعلموا الفرق بين البدا والنسخ، وتوهموا أن ذلك هذا فنسبوه إليه «بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» أي: ليس كما قالوا، ولا التكذيب إلا لجهلهم، ولو علموا الحقيقة لما كذبوا، وهَؤُلَاءِ الأكثر المقلدة، والأقل علموا وعاندوهم، وهم الرؤساء، عن أبي مسلم، وقيل: «بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» أن اللَّه أعلم بالمصالح، وقيل: أكثرهم لا يعلم حقيقة القرآن والناسخ والمنسوخ «قُلْ» يا محمد «نَزَّلَهُ» يعني: القرآن وتبديل الآيات «رُوحُ الْقُدُسِ» جبريل، وسماه روحاً؛ لأن