قوله تعالى: {ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم 110 يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون 111 وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون 112}
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ١١٠ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ١١١ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ١١٢}
  · القراءة: قرأ ابن عامر: (فَتَنُوا) بفتح الفاء والتاء، والباقون بضم الفاء وكسر التاء.
  أما الأول فرده على من أسلم من المشركين الَّذِينَ فتنوا المسلمين اعتبارًا بقوله: (جَاهَدُوا وَصَبَرُوا) فأخبر بالفعل عنهم.
  فأما قراءة الأكثر فعنى ما لم يسم فاعله اعتبارًا بقوله: {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ} يعني فتنهم المشركون.
  قراءة العامة: {لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} بكسر الفاء عطفاً على الجوع، وروى العباس عن أبي عمرو بفتح الفاء بإيقاع (أذاقها) عليه.
  · اللغة: أصل الفتنة: الابتلاء والاختبار، فتنت الذهب بالنار إذا أدخلته فيها ليتميز رديه من جيده، ومنه: {وَهُم لَا يُفْتَنُونَ}[العنكبوت: ٢]، {يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ}[التوبة: ٢٦] والمفتون: الغوي، لأنه خرج بالإغواء إلى حال قبيح كما يخرج الغش.
  من الذهب بالنار إلى الهلاك، ومنه قيل: المفتون الغالي في طلب الدنيا.