التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم 119 إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين 120 شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم 121 وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين 122 ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 123}

صفحة 4134 - الجزء 6

  وتدل على وجوب الشكر.

  وتدل على ذم تحريم ما أحل اللَّه، ولا خلاف أنه كفر.

  وتدل على الزهد في الدنيا والرغبة في أمور الآخرة.

  وتدل على تحريم أشياء على اليهود، وقد بينا أن ذلك يجوز أن يكون عقوبة عند أبي علي، وعند أبي هاشم يكون تشديد تكليف ومصلحة لهم عند ظلمهم.

  وتدل على أن ما حرموا وأحلوا وجميع ما أضيف إليهم في الآيات فعلُهم حادث من جهتهم.

قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ١١٩ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٢٠ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ١٢١ وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ١٢٢ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٢٣}

  · اللغة: القنوت: الطاعة، وقيل: إنها الأصل، ثم تستعمل في غيره، قال ابن الأنباري:

  القنوت على أربعة أوجه: الصلاة، والدعاء، وإقامة الطاعة، والسكوت.

  وعن زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة حتى نزل قوله: {وقُومُوا للَّهِ قَانِتِينَ}⁣[البقرة: ٢٣٨] فأمسكنا.

  والاجتباء والاصطفاء والاختيار نظائر، والاجتباء: أن يأخذه بأجمعه إليه، افتعال من جبيت الماء في الحوض جمعته، ومنه الجابية تجمع الماء.

  والحنيف: المستقيم على الطريق، وقيل: المائل، ومنه سمي الأحنف.

  وبناء غفور فعول، وهو للتكثير والدوام عليهم، كقولهم: رجل صدوق وشكور وكفور.