قوله تعالى: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 124 ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين 125 وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين 126 واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون 127 إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون 128}
  اتَّبعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ» أي: دينه وهو الإسلام، عن الأصم. وقيل: سنته وسيرته وطريقته، عن أبي مسلم، وقيل: هو ما تقدم ذكره من إدامة العبادة والتمسك بالتوحيد والبراءة من الشرك، عن أبي علي. «حَنِيفًا» مستقيماً على الدين «وَمَا كَانَ» إبراهيم «مِنَ الْمُشْرِكِينَ» وإنما جاز أن يتبع الأفضل المفضول لسبق المفضول إلى القول بالحق والعمل به من غير تقصير فيه.
  · الأحكام: تدل الآية على قبول التوبة من الكفر وجميع المعاصي.
  وتدل على وجوب اتباع ملة إبراهيم، والمراد ما قدمنا لا جميع شرائعه لأنه قد نسخ بعضها، ولأنه تعالى قال: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}[المائدة: ٤٨] فلكل نبي طريقة إلا أن طريقة إبراهيم دخل أكثرها في ملة محمد ÷.
  وتدل على أن السوء والتوبة فعل العبد، فيبطل قولهم في المخلوق.
  وتدل على أن الاتباع فعلنا لذلك أمر به.
قوله تعالى: {إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ١٢٤ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ١٢٥ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ١٢٦ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ١٢٧ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}