قوله تعالى: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 124 ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين 125 وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين 126 واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون 127 إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون 128}
  · القراءة: قرأ ابن كثير: «لا تك في ضِيق» بكسر الضاد وفي (النمل) مثله، وقرأ الباقون بفتح الضاد في الحرفين، قال الفراء: وهما لغتان معروفتان، مثل رَطْل ورِطْل، قال [القتبي]: ضيق: تخفيف ضَيِّق، مثل: هَيِّن وَهَيْن، ولَيِّن وَلَيْن، وقال أبو عبيد: الضيق بالكسر في المعاش والمسكن، والضيق بالفتح في القلب، قال أبو عمرو: وأهل البصرة يقولون: الضَّيق بالفتح الغم والضِّيق بالكسر الشدة، قال علي بن عيسى: تقول العرب في صدري من هذا الأمر ضَيق بالفتح، وهذا أكثر في هذا الوجه من الكسر، وقال الأخفش: بالفتح مصدر ضاق يضيق ضيقاً وبالكسر الاسم.
  · اللغة: الدعاء: استدعاء الفعل وطلب له، ونظيره الأمر وبينهما فروق من وجوه، واتفاق من وجوه، مما افترقا فيه الرتبة [فالآمر] يكون فوق المأمور والداعي دون المدعو، ولأن مع الأمر ترغيباً وترهيباً بخلاف الدعاء، ولأن الأمر على الوجوب بخلاف الدعاء، ولأن الدعاء أعم من الأمر، ومما اتفقا فيه أن كل واحد استدعاء للفعل، وكل واحد يقتضي إرادة الفعل، وكل واحد صيغته كالآخر.
  والحِكْمَةُ: المعرفة بالأشياء سميت حكمة لأنها تمنع من الفساد وأصله المنع، وقال:
  أَبَنِي حَنِيفَةَ حَكِّمُوا سُفَهَاءَكُمْ