قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير 1 وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا 2 ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا 3}
  وقيل: هو صفة لموسى، لأنه من ذرية نوح، أي: آتينا موسى الكتاب وهو من ذُرِّيَّة نوح.
  وقيل: المراد بالذرية بني إسرائيل وموسى منهم، ويكون نصبه على إضمار فعل، وتقديره: أعني ذرية من حملنا مع نوح، ذكر الوجهين أبو مسلم.
  «ليلاً» نصبا على الظرف، وقيل: ليلا، لأنه بمعنى بعض الليل، وهو وقت الإسراء.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في إسرائه ÷، وكان ذلك بمكة صلى النبي ÷ المغرب في المسجد الحرام، فأما الموضع الذي أسري إليه فالإسراء إلى بيت المقدس لا يدفعه مسلم، ونطق به القرآن، وتظاهرت به الرواية، وروي عن بعضهم أنه كان في النوم، وهذا ظاهر البطلان إذ لا معجز فيه، والإجماع يحجه، ثم روي أنه عرج إلى السماء رواية مستفيضة، وروي في تفاصيل ذلك أخبار طويلة كثيرة، جملتها تنقسم إلى أربعة أوجه:
  أولها: إلى ما نقطع بصحته لتواتره وإحاطة العلم بصحته.
  وثانيها: ما ورد مما يجوز ولا يخالف أصلاً، فنجوزه.
  وثالثها: ما ظاهره يخالف أصلاً إلا أنه يمكن تأويلها بتأويل لا تعسف فيه، فوجب أن يؤوّل.