قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير 1 وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا 2 ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا 3}
  · الأحكام: يدل قوله: «سبحان» على براءته من كل سوء، فتدل على أن الكفر ليس من خلقه ولا بإرادته، وكذلك سائر القبائح.
  وتدل على معجزة عظيمة للرسول ÷ وكرامة، وندب إلى بيت المقدس.
  وعن ابن مسعود وغيره، أن ليلة المعراج هذه كانت هذه الليلة، وهو قول أبي علي، وروي عن أبي ذر أن حديث المعراج في غير هذه الليلة، وظاهر الكتاب لا يدل عليه، ولكن الأخبار متظاهرة ولا مانع منه.
  ومتى قيل: وأي فائدة في الإسراء؟
  فجوابنا: معجزة له ولطفاً لأمته وله، وشرحاً لصدره، وكرامة له، وتعظيماً لأمره، وقيل: يجوز أن يكون متعبداً بالصلاة في بيت المقدس، فأما من يقول:
  الإسراء كان بروحه أو كان رآه في النوم، فمن بعيد الكلام وباطله.
  وتدل على عظيم منزلة هذين المسجدين، وفضل الصلاة فيهما.
  ويدل قوله: {وَجَعَلْنَاهُ هُدًى} أنَّه أراد من جميعهم أن يهتدوا به خلاف ما تقوله الْمُجْبِرَة.
  ومتى قيل: ما وجه الإعجاز في الإسراء؟
  فجوابنا: وجوه كثيرة:
  منها: ما روي أن جبريل أتاه بالبراق فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى بصره.