قوله تعالى: {وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا 4 فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا 5 ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا 6 إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا 7 عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا 8}
  والكر: الرجوع، والكرة: الدفعة الواحدة.
  والإمداد: إيصال المدد، وأصله من المد يقال: مددت الشيء مدًّا، ومد النهر ومده نهر آخر، وأمددت الجيش بمدد، ومنه: مد النهار إذا ارتفع، ومنه: المداد الذي يكتب به، يقال: مددت الدواة وأمددتها.
  والنفر: عدة رجال، قيل: من ثلاثة إلى عشرة، والنفير النفر والنفرة، حكاها الفراء، وقيل: النفير والنافر كالقدير والقادر، وقال [القتبي]: وأصله من ينفر مع الرجل من عشيرته وأهل بيته، وقيل: النفير: جمع نفر، مثل: عبيد وعبد، ونفر الإنسان ونفره ونفيره ونافرته: رهطه الَّذِينَ ينصرونه، والنافر على أربعة أوجه:
  الذي ينفر من الشيء أي: يهرب، وينفر عن حجة ينطلق ويدفع عنها، وينفر يوم النفر الأول، والوارم في حديث غزوان ألطم عينه فنفرت أي: ورمت، والغالب تقول: نافرته فنفرته، ونفرته غلبته، ومنه أخذ النفر كأنهم يغلبون بالاجتماع.
  والتبار: الهلاك، ومنه: أمر متبر، ومنه: تبرت تتبيراً، أي: أهلكت، وكلما كسر وهدم فهو متبر، ومنه قيل: لكسار الجوهر تبر القطعة فيها تبرة إذا لم تطبع، فإذا طبع يسمى عيناً.
  والحصر: الحبس، حصرته منعته، وقيل: حصره المرض إذا منعه من سفره أو حاجته، وحصره العدو يحصره حصرًا إذا ضيقوا عليه، [والحَصيرُ]: