التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا 13 اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا 14 من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا 15}

صفحة 4171 - الجزء 6

  والنشر: خلاف الطي.

  والحسيب: المحاسب، ونظيره: الشريك والمشارك، والخصيم والمخاصم.

  · الإعراب: نصب {كِتَاباً} لإيقاع الإخراج عليه، هذا على القراءة المشهورة، أي: نخرج له كتاباً، وعلى قراءة يعقوب نصب على الحال، وقيل: بتقدير محذوف، فيصير ذلك كتاباً فهو خبر صار، وعلى قراءة أبي جعفر خبر ما لم يسم فاعله، أي: يخرج الطائر كتاباً، كقولهم: أعطى زيد درهماً، «حسيبا» قيل: [نصب على الحال من كفى].

  «منشورًا» صفة الكتاب.

  · المعنى: لما تقدم ذكر الوعيد عقبه ببيان كيفية ذلك، فقال سبحانه: «وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ» قيل: طائره عمله، عن ابن عباسٍ، ومجاهد، وقتادة، وإنما يلزم عمله في عنقه بأن يحكم بالجزاء له، وقيل: عمله في الدنيا، يقرن بينه وبينه فيصير كالطوق له إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، عن الحسن، قال ابن عباس: عمله وما قدر له فهو ملازم له فيما كان، وقيل: طائره خيره وشره، عن مقاتل، والكلبي، وقيل:

  يمنه وشؤمه، عن الحسن، والأصم، وهو ما يتطير منه، وقيل: طائره ما قدر له من خير أو شر وما يصير إليه، وقيل: حظه من الخير والشر، عن أبي عبيدة، و [القتيبي]، وقيل: أراد بالعنق النفس، وبالطائر الدليل معناه جعلنا لكل إنسان دليلاً من نفسه بأن