قوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا 13 اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا 14 من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا 15}
  ولا نعذب عليه، لأنه يكون ظلماً، فأما ما يعلم بالعقل فيجوز أن يعاقب عليه وإن لم يعلم بآية الرسول، قالوا: ويجوز أن ينفرد التكليف العقلي والسمعي، وهو قول مشايخنا، وقيل: أراد عذاب الاستئصال، فإن عادة اللَّه تعالى لا يعذب به إلا بعد أن يبعث رسولاً.
  · الأحكام: يدل أول الآيات أن جزاء أعمالهم لازم لهم، وفيه حث على الطاعة وزجر عن المعصية.
  وتدل على أن أعمال المكلف مكتوبة، وعن الحسن أن عليه موكلان يكتبان خيره وشره، فإذا مات طويت صحيفته فجعلت معه في عنقه حتى يخرج يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورًا، وفي علم المكلف به لطف له.
  ويدل قوله: {كَفَى بِنَفْسِكَ} على قطع العذر، وتمام الحجة، وأنه تعالى لا يظلم أحداً.
  وتدل على إثبات المحاسبة والصحف في الآخرة.
  ويدل قوله: {مَنِ اهْتَدَى} وقوله: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أن كل أحد يجازى بعمله، وروي عن النبي ÷ أنه قال لرجل: «لا تجني يمينك على شمالك» وهذا مثل ضربه.
  وتدل على بطلان قول من يقول: إن أطفال المشركين يعذبون.
  ويدل عليه أيضاً قوله: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ} لأنه لم يبعث إليه رسولاً.
  وتدل على أنه لا يعذب إلا بعد البعثة، والصحيح أن المراد به عذاب