قوله تعالى: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا 25 وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا 26 إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا 27}
  الْمُبَذِّرِينَ» المسرفين المنفقين أموالهم في المعاصي المانعين من حقه «كَانوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ» قيل: إنهم إخوانهم باتباعهم على آثارهم وجريهم على سنتهم، والعرب تقول لكل ملازم سنة قوم تابع أمرهم: هو أخوهم. وقيل: إنه يقرن بينه وبين الشياطين في النار، وقيل: اختصوا بالشياطين حتى صاروا بمنزلة الأخ فلم يرض أن جعلهم تبعاً له حتى صيرهم أخاً له «وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا» قيل: عادته الكفر، وقيل: لعلم ربه جحوداً، وقيل: تكرر كفره مرة بِاللَّهِ ومرة برسوله.
  · الأحكام: أول الآية يدل على وجوب الإخلاص في الطاعات.
  ويدل قوله: {لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} أن الغفران موقوف على الصلاح والتوبة خلاف قول المرجئة.
  وتدل على وجوب حق ذوي القربى، ويدخل فيه النفقات فلا خلاف في وجوبه للوالدين، واختلفوا في الرحم المحرم، فعند أبي حنيفة يجب المهر على الموسر، وعند الشافعي لا يجب، وتدخل فيه صلة الرحم بالسلام والتزاور، وتدفع الزكاة إليهم، وإذا حمل على أقرباء النبي صلى اللَّه عليه دل على وجوب حق لهم على الجملة.
  وتدل على أن الوجوب غير مقصور على ذوي القربى بل يجب للمساكين وابن السبيل، وهو ما وجب لهم من الصدقات وغيرها.
  ويدل قوله: {وَلَا تُبَذِّرْ} على النهي عن الإسراف، فإنه تعالى لما أمر بالإنفاق