التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا 31 ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا 32 ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا 33}

صفحة 4198 - الجزء 6

  حسن مع العزم على إعطائه لو وجد، وهذا من التأديب العجيب، لأن هذا القول يقوي قلب الفقير.

  وتدل على وجوب الاقتصاد والمنع من البخل والإسراف، وبين العلة فيه أنه يقعد ملوماً، يلام في إنفاقه من غير حقه، ويتحسر عند الحاجة إليه، والبخل في الشرع منع الواجب، والإسراف أن ينفق في غير ما يبيحه الشرع، فيدخل فيه جميع ما بينا.

  وقيل: وتدل على أنه يدبر الخلق بحسب مصالحهم.

  وتدل على وجوب الثقة به والتوكل عليه في حال العسر واليسر.

قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ٣١ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ٣٢ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ٣٣}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر وابن عامر: «خَطَأ» بفتح الخاء والطاء والهمزة غير ممدودة، وقرأ ابن كثير: [«خِطَاءً»] بكسر الخاء وفتح الطاء ممدودة، وقرأ الباقون بكسر الخاء وجزم الطاء وفتح الهمزة مقصورة، وكلها لغات بمعنى واحد.

  وقرأ حمزة والكسائي: [«فَلَا تُسْرِفْ»] بالتاء على الخطاب. الباقون بالياء يرجع إلى الولي، وقد تقدم ذكره في قوله: {لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا}.