قوله تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا 37 كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها 38 ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا 39 أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما 40}
  فأما نصب [{سَيِّئَةً}] فإن من قرأ «سَيِّئُهُ» على الإضافة قال: نصب لأنه خبر (كان)، و {سَيِّئُهُ} اسم، تقديره: كان سيئه مكروهاً. وإن قرئ بالتنوين والنصب، فالسيئة خبر (كان)، واسم (كان) مضمر في الآية أي: كان ذلك سيئة، وكان ذلك مكروهاً.
  نصب (إِنَاثًا) (اتَّخَذَ).
  · النزول: قيل: نزل قوله: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ} الآية. في مشركي العرب وقريش حين قالوا: الملائكة بنات اللَّه، وذكر الأصم أن كثيرًا من العرب كانوا يئدون البنات ويزعمون أنها إذا كانت لله فالقبر خير لها.
  · المعنى: ثم ذكر أشياء أخر منها عطفاً على ما تقدم، فقال سبحانه: «وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا» قيل: بطرًا، عن أبي علي، وقيل: خيلاء وكبرًا «إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً» أي: لا تصير كالجبال، قيل: معناه: أن تكبره لا يخرجه من كونه عبداً خلق من ماء مهين، فلا فائدة فيه، وقيل: إن اللَّه لم يعط ابن آب م قوة على خرق الأرض وبلوغ الجبل، وأراد أن ينبهه على عجزه ليدع الخيلاء ويعلم أنه ذليل عاجز، عن الأصم، وقيل: أراد أنك لا تبلغ مما تروم كبير مبلغ، كما لا