التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا 49 قل كونوا حجارة أو حديدا 50 أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رءوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا 51 يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا 52}

صفحة 4228 - الجزء 6

  · النزول: قيل: نزلت الآية في مبثمرير قريش في إنكارهم البعث، كما حكى اللَّه تعالى عنهم: {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}⁣[يس: ٧٨].

  · المعنى: لما تقدم ذكر البعث حكى عنهم ما قابلوا به، فقال سبحانه: «وَقَالُوا أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا» بعد الموت «وَرُفَاتًا» غبارًا، عن ابن عباس، وقيل: تراباً، عن مجاهد. «أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا» أي: أحياء «قُلْ» يا محمد لهم: «كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا» وهذا ليس بأمر ولا إباحة، ولكن معناه لو كنتم حجارة أو حديداً في الشدة لم تفوتوا اللَّه وسيحييكم بعد الموت كما أنشأكم أول مرة. وقيل: معناه اجهدوا جهدكم في أن لا تعادوا أحياء فلا تعجزون اللَّه وسيبعثكم، عن أبي علي. «أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ» قيل: أي شيء تستعظمونه من الخلق ويكبر في صدوركم، عن قتادة، وأبي علي، وأبي مسلم، وقيل: السموات والأرض والجبال، عن مجاهد، وقيل: الموت، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، والضحاك، وقد أنكر هذا المعنى الأصم، وقال: ليس ما قالوا بشيء، فإن اللَّه تعالى قادر على