قوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا 53 ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا 54 وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داوود زبورا 55 قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا 56 أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا 57}
  والكتاب، وبأن جعل بعضهم خليلاً، وبعضهم كليماً، وبعضهم أحيا الميت، وخص داود بالزبور، عن الحسن، وقيل: بالكتاب والمعجزات، وقيل: بأن بعثه إلى الناس كافة «وَآتَينَا دَاوُودَ زَبُورًا» أي: كما فضلناك بالقرآن، وفضلنا موسى بالتوراة، وفضلنا داود بالزبور، وقيل: خص داود بالذكر، لأنه أوحى إليه وأعطي الزبور فأطاعه قومه، وكان راعياً من قبل، فلم يمنعهم ذلك من طاعته، وقيل: تعظيماً له وتفخيماً لشأنه.
  ومتى قيل: فلم كرر «وَرَبُّكَ أَعْلَمُ»؟
  قلنا: لأن الأول للتحذير، والثاني للاصطفاء والتخيير، وقيل: لأن الأول خاص والثاني عام.
  «قُلِ» يا محمد لهَؤُلَاءِ المشركين الَّذِينَ يعبدون غير اللَّه: «ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ» أنها آلهة عند ضر يمسكم، هل يملكون كشفه، قيل: أراد الملائكة والمسيح وعزير، عن ابن عباس، والحسن، وقيل: إن قوماً من الجن عبدوهم فأسلم الجن وبقي الكافرون على عبادتهم، عن ابن مسعود، وقيل: أراد الأصنام، عن أبي علي، وقيل: المراد به الملائكة فقط، عن أبي مسلم، والأصم، والصحيح أن المراد به الأوثان، لأنها لا تملك نفعاً ولا ضرًا مطلقاً «فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا» عنكم إلى غيركم، قيل: هو ما أصابهم من القحط سبع سنين، وقيل: هو عام في كل ضر لا يملكون كشفه «أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ» قيل: أراد من تدعونهم إلهاً من دون اللَّه، حاجتهم إلى اللَّه أمس، وهم من اللَّه أخوف، ويبتغون.
  إليه القربة، قالوا: المراد به عيسى وعزير، وقيل: إنه يرجع إلى الأنبياء الَّذِينَ