قوله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا 61 قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا 62 قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا 63 واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا 64 إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا 65}
  إبليس، وكل راجل قاتل في معصية اللَّه تعالى فهو عن رجل إبليس. وقيل: خيله ورجله كل داع إلى معصية اللَّه، وإنما هو مثل، عن أبي علي. وإنما أطلق الخيل والرَّجِل لأن المحاربة تقع بالرجالة والفرسان، وقيل: أراد خيل الجن ورجالهم، وقيل: بل أراد من الجن والإنس من يواليه «وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ» قيل:
  هو ما كانوا يحرمونه من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ونحوها، عن ابن عباس، وقتادة. وقيل: هو كل مال أصيب من حرام وأنفق في حرام، عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وابن زيد. وقيل: هو الربا، عن عطاء بن أبي رباح. وقيل: هو ما كانوا يذبحونه لآلهتهم، عن الضحاك. والأولاد قيل: أولاد الزنا، عن مجاهد، والضحاك، وروي نحوه عن ابن عباس. وقيل: الموءودة، عن ابن عباس. وقيل: هو من هودوه ونصروه ومجسوه، عن الحسن، وقتادة. وقيل: تسميتهم عبد شمس، وعبد الحارث ونحوها، وقيل: بكل وجه من هذه الوجوه؛ إذ لا تنافي فيها فيحمل على الجميع «وَعِدْهُمْ» قيل: منهم الجميل بطاعتك في فعل القبائح، عن الأصم. وقيل: عدهم أن الآخرة لهم كما وعد آدم بأن يكون ملكاً أو مخلداً، وقيل: منِّهم زينة الدنيا باعتقاد الباطل كتمني الرئاسة ومنافع الدنيا، واعتقاد مذهب من المذاهب الباطلة، وقيل: منهم أن لا ثواب ولا عقاب، ولا