التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا 70 يوم ندعو كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا 71 ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا 72}

صفحة 4261 - الجزء 6

  والفتيل والمفتول سواء، والفتيل فعيل من الفتل وهو الذي في شق نوى التمر كالخيط المفتول.

  والعمى: أصله عمى العين، ثم يستعمل في القلب مجازاً وتوسعاً وتشبيهاً، قال الفراء: إنما جاز في العمى [أَفعلَ] لأنه لم يرد عمى العين وإنما أراد عمى القلب، والعمى: فساد آلة الرؤية وليس بمعنى عندنا، وعند بعضهم معنى، ولا يقال: عمى حتى تفسد كلتا العينين.

  · الإعراب: نصب «يَومَ» قيل: بفعل محذوف على تقدير: اذكر يوم ندعوا، وقيل:

  تقديره: نعيدكم يوم ندعوا، عن الزجاج، ويحتمل: وفضلناهم يوم ندعوا أي: نفضلهم بما نعطيهم من الثواب والكرامة.

  · النظم: يقال: كيف اتصل «يوم ندعوا» بما قبله؟

  قلنا: فيه وجوه: